(غياب الجسد و حضور الظل ) في اعمال الفنانة ناديا ياس

تواجهك الفنانة ناديا ياس بصراحة مع ذاتك وترغمك على الاستبطان بطريقة مبسطة ولكن لاتخلو من ذكاء هذه المواجهة القدريه التي نحاول الهرب منها باستمرار… نهرب من المرايا والصفحات الماء كما نهرب من اعين الأخرين وعبراتهم فهي تجعلنا نسأل عن الحاضر بينما نفتقد الغائب بين ثنايا قطع الأثاث البالية او شماعات الملابس ثم ترغمنا على تخسس اطرافنا لنتأكد اها لم يتم اقتطاعها لصالح اللوخة .
علاء خالد غزالة
بينما نجد يدا معلقة الى كرسي او قدمين غابتا تحت قميص اجوف يخاورنا شعور بأن باقي الجسد قد استحال الى شبح او ظل يخيم على اللوخة معلنا موتا آخر لكائن حي ولكن اليد قد تكزن امتدادا للكائن الحي في محيط سوريالي يستحضر حضارات سادت ثم بادت .. تلك التي كرست الرجل في صورة ملك –أله لايشق له غبار وحعلت المرأة سلاحه في فرض سلطته غير المتناهية ومن ثم كساها بقميص مزركش بألوان النار اشباعا لغروره وتأكيد لسطوته.وان كانت الرغبة الجنسية متناظرة بين المرأة والرجل،الا انها في لوحات الفنانة تمرد على امتياز الرجل في احتكارها بما يلائمه، فالمرأة فرس ثائرة حينما يغيب الملك عنها جسدا ،ويحضر ظلا باهتا في خلفية اللوحة ليدل على عدم اكتراثه ولا يقوى قميصها على اختمال فورة الرغبة الجائشة في الصدر فيتفتق كاشفا عنه دون ابتذال . والمرأة هي عنوان لوحات الفنانة ناديا ياس وموضوعها ، والعنوان الابرز تمردها على الضعف والعجز ، والرغبة في اظهار التساوي والتناظر بين الجنسسين وهي لا تتهم الرجل مباشرة بالاضطهاد والتمييز لكنها لاتخفي امتعاضها من كتابة التأريخ ذكوريا، واهماله دور حاضنة الرجل صغيرا ويافعا ومن ثم شيخا كبيرا .. او ربما ملكا . نعم هي تبتعد عن الآشارة الى الآم او الطفل او الزوجة ولكنك تملآهذه الفراغ بايحاءات ذاتية تفرضها الطبيعة كثمرة الحب واشباع الرغبة وهي تستعين باستعارات شتى لتحملك على التفكير في العائلة فالملك البابلي يقف الى جانب فراش الزوجية بينما تعرت الزوجة تلبية لرغبته على مايبدو.. ويعلن اقميص من جديد اشتعال الرغبة في موقع اخر منفص وكنه غير بعيد والمك يقود معشوقته الى الشاطئ وكنها تستحيل ثوبا احمر قانيا يقطر دما بينما يخيم ظلها في طرف الوحة . والجريمة قد تكون في دورة الحياة المتكررة شهريا ضريبة الطفل والعائلة التي تدفعها المرأة منفردة وعليها وحدها ان تدفع – جسديا – ثمن بناء العائلة وهي لذلك تسعى الى التخلصمن ذلك الجسد بالهروب الى ظله مع ابقاء الرابط اليه متمثلا بالقميص المرتبط بدوره بالمعشوق الملك وبالطبع فأن محاولة الحبيب التخفيف من الحمى لا تجدي نفعا فهو انما يواسيها بماء ينقله بدلوه الصغير،بينما تنزف هي دما من جسدها ومرة اخرى يغيب التوافق وتعمل الطبيعة على كبح الرغبات هذه المرة ان الاستغراق في لوحات الفنانة يمنحك متعةالشعور بأن الحياة تدب في الاطراف للمجتزأة من كينونات أخرى لايهم ان كان الكرسي باليا او كان القميص مجعدا.. ففي النهاية هي مجرد ادوات قابلة لللاستبدال ولكن الظل الساكن كما الموت احيانا او النابض بالعشق احيان اخرى ينبئك بان حقيقة الحياة لاتعتمد على فيزياء او كيمياء الجسد بقدر اعتمادها على سيكولوجبا الحب والعشق لحظات النشوة او اوفات السكون المطبق الدال على سلام كوني شامل وتعتمد الفنانة الى استخدام الوان الأحمر ولآصفر والبرتقالي وربما الزهري لاظهار عناصر اللوحة المتقدة بينما يسود الرمادي والاخضر الداكن وقليل من الآزرق عناصر اللوحة الآقل اهميه وهذا الاختيار اللوني الموفق تماما في ملاءمته لطبيعة الانسان وانجذابه للالوان الصارخة فهي انما تستعمل موجات الضوء وتمايز الالوان في مخاطبة لاوعي المتلقي ونقل الصورة الى مستوى ادراكه الحسي وبالتالي ضمان تفاعله مع اللوحة ان اصرار الفنانة ناديا ياس على اظهار جوانب مسكوت عنها في حياة المرأة وطرحها قضيه التساوي دون اتهام للطرف المقابل وتمردها على الضعف والاستسلام الآنثوي وتأكيدها على الحضور والغياب الروحين دون اعتبار لمتطلبات الزمان والمكان انما يدل على حس مرهف وشعور متيقظ وجرأة مذهلة تنساب الى انامل مبدعة لتدعب الريشة والزيت في لوحات اقل ماتوصف بانها متعة متسامية تبدا باللاوعي لتمر عبر ادراك خفي الى مستوى الوعي الكامل بوجود متمايزومتناظر
والفنانة ناديا ياس موايد بغداد ميقمة في امريكا تخرجت من كليه الفنون الجميلة قرع الرسم 1993. عضوة في نقابة الفنانين الغراقين . غضوة في جمعية التشكيلين العراقيين عضوة في جمعية حقوق الانسان شاركت في عدة معارض عربية ودولية معرض الفن الغراقي المعاصر عمان \الاردن 1991. معرض الفن الغراقي المعاصر عمان \الاردن 2001. معرض الفن الغراقي المعاصر في لندن 1991 معرض الفن العراقي المعاصر في بيروت 2001.معرض الفن الغراقي المعاصر في بحرين 2004.معرض الفن العراقي المعاصر في تونس 2002.معرض امتدادات برعاية السفارة الفرنسية في العراق وزارة الثقافة العراقية قي قاغة فضاء وفن 2005.معرض كاليري الاربعة في لندن 1992. مهرجان بغداد العالمي الثالث للفن التشكيلي2002.حصلت على العديد من الشهادات التقديرية الجائزة الاولى لمهرجان الواسطي 1993.الجائزة الاولى لقضايا المرأة في الحريه والمساواة التي اقامتها وزارة الثقافة بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للمرأة 2006.جائزة الابداع للشباب 2003 وزارة الثقافة \بغداد. مستشارة فنية في مؤسسة ابحاث للدراسات القانونية وحقوق الانسان تهتم في مجال تطوير المرأة والدفاع عن حقوقها اقانونية والدستورية سابقا.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest